الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
صفحة 1 من اصل 1
الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
وهذا ما أوضحناه علمياً وما أكده وأثبته أهل العلوم الطبية من دون سابق علم لهم أو اطلاع على الحديث الذي قاله محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من ألف وأربعمائة سنة.
ولربما تسائل إنسان: ألم يكن معلوماً من قديم ومما هو مشاهد في كل حين أن المرض يسبب السهر والحمى؟
والإجابة: نـــعـم!
كل الناس من قديم كانوا يعرفون أنه إذا أصُيب عضو، أصيب سائر الجسد بالحمى، نعم هذا معروف ، والسهر كان أيضا معروفاً في بعض الأحوال، وإن كان الظاهر في أحوال أخرى أن المريض يرقد وينام أحياناً حتى يتماثل للشفاء.
ولكن الحديث يخبر بحدوث شكوى للعضو المصاب على الحقيقة لا على المجاز.
وبحدوث السهر أولاً أيضاً على الحقيقة وبكل ما يحمله معنى السهر الحقيقي سهر الجسد كله كما ورد في النص " تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".
والحمى تأتي مع السهر وبعد أن يبدأ السهر، والسهر يحدث حتى ولو كان المريض نائماً، حتى ولو كان في غيبوبة؟! هذا ما نفهمه من ظاهر الحديث.
والجسم يتداعى والتداعي يحدث بمجرد الشكوى فإن لم توجد شكوى لم يوجد تداع " إذا اشتكى... تداعى "
والتداعي لغة يعني:
1- دعى بعضه بعضاً من الدعوة أي النداء.
2- ويعني: تجمع وأقبل من جهات شتى كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم تداعي الأكلة على قصعتها" .
3- ويعني: تهدم وانهار وهزل- يقال : تداعت الحيطان للخرب- أي تهدمت، وتداعت أبل فلان أي اشتد هزالها (10)0
4- ويعني: استعد وتجهز يقال تداعوا للحرب أي اعتدوا.
فالتداعي بمعنى دعا بعضه بعضاً يصف حقيقة ما يحدث في أول المرض أو الإصابة، والتداعي بمعنى التجمع والمسارعة هو: حقيقة ما يحدث من جميع أجهزة الجسم من توجه بكل أنشطتها وعملياتها الحيوية لخدمة العضو المصاب ومساعدته، وما يحدث في النظام المناعي لا يمكن إلا أن نسميه تداعياً، فإن خلية بلعمية واحدة تقوم بدعوة كل خلايا الجهاز المناعي الأخرى بمجرد مقابلتها لجسم غريب بل وتدعوها إلى التكاثر والانقسام وتصنيع الأجسام المضادة.
والتداعي بمعنى التهدم والانهيار يصف فعلاً ما يحدث في سائر أجهزة الجسم، فهي تقوم بهدم بروتيناتها ومخزونها من المواد الدهنية والنشوية- بل وحتى بنيتها الأساسية- لكي تعطي العضو المصاب ما يحتاج إليه من طاقة ومواد يحتاجها لمواجهة المرض الحادث له، ولقد ثبت ذلك علمياً بتناقص وزن المريض وهزاله على الرغم من استمرار التئام العضو المصاب، ويستمر ذلك إلى أن يتم الشفاء، وبعدها يبدأ بناء ما تهدم من سائر أعضاء الجسد فيما يعرف بطور إعادة البناء (Anabolic Phase) بل إن طور الهدم والتداعي لابد من حدوثه حتى ولو قمنا بإعطاء المريض ما يحتاجه من عناصر غذائية سهلة الهضم أو مهضمومة، وسواء اعطيناه بالفم أو بالحقن بالوريدان وكل ما استطاعه الأطباء هو التقليل من حدة الهدم وشدته حتى لا يدخل المريض في حالة فرط الانهدام، والتي قد تصل إلى أنهيار في جميع وظائف الجسم والوفاة، وهذا التداعي يتحقق في السهر والحمى، والسهر لا يعني يقظة العين والذهن فحسب ، ولكن يقظة جميع أجهزة الجسم وأعضائه وعملياته الحيوية حتى إنها لتكون في حالة نشاط دائم وسهر مستمر، والسهر بمعناه الوظيفي يعني نشاط الأعضاء في وقت المفترض فيه أنها تنام، وهذا هو عين ما يحدث في حال المرض والجراحة بصورة مستديمة طوال ساعات الليل والنهار، حتى لو أغمضت العينان وشرد الذهن أو نام إلا أن الجسم لا يكون أبداً في حالة نوم حقيقي لأن جميع أجهزته وعملياته الحيوية تكون في نشاطها الذي كانت عليه حال اليقظة فلا يحدث لها الخمول والتباطوء الذي يحدث أثناء النوم في حال الصحة والعافية.
والسهر موجود بمعناه، حتى لو نامت عين المريض أو تاه عن وعيه فإن جميع أجهزة الجسم ودوراته الدموية وتفاعلاته الاستقلابية، وجهازه التنفسي، والكلى والقلب تكون في حالة السهر الدائم أثناء المرض، ونعني بذلك أنها تكون في حالة نشاط مساوية لحالة اليقظة ومستمرة عليها طوال الليل والنهار إلى أن تزول شكوى العضو المريض.
والحمى تحدث وقد رأينا في الجانب العلمي من البحث منشأها وانبعاثها وبعض فوائدها وأنها صورة من صور تداعي الجسم لشكوى المريض (بالسهر والحمي). وتأمل الدقة العلمية في الحديث بترتيب "السهر والحمى" لأن السهر يحدث أولاً وتتبعه الحمى هذا ما كشف عنه العلم الحديث.
ولم يكتشف العلم الحديث حقيقة واحدة تعارض ظاهر النص أو باطنه أو تسير في نسق بعيد عنه، بل كان النص وصفاً دقيقاً جامعاً شاملاً في حقيقة ما يحدث، بل أن ما قد يفهمه الجاهل لحقيقة الأمر مجازاً أو كناية، وضحه العلم الحديث على أنه حقيقة واقعة لا تحتاج إلى تأويل.
وفي الحديث إعجاز فقهي:
فهو يخبرنا بالكيفية التي ينبغي أن يكون عليها المسلمون في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم فمن أراد أن يفقه إلى أي مدى يطلب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين أن يتوادوا ويتعاطفوا ويتراحموا فعليه أن يسأل علماء الطب والجسم البشري وأن يبحث وينظر كيف يفعل الجسد الواحد، وكيف يعتريه السهر والحمى والتداعي، وبمقدار ما يعلم من حقيقية تفاعل الجسم البشري ويتأمل فيها بمقدار ما يفقه مقصد الشريعة وأمرها ومقدار التعاطف والتراحم المطلوب من المؤمنين، وصدق الله تعالى إذ يقول: " وَفِيَ أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ". ( الذاريات:21)
ومن العجيب الآن يستخدم العلماء الغربيون للجهاز العصبي الذي يتفاعل في حال تعرض الجسم للخطر والمرض اسما بلغتهم وصفوا به حقيقة ما يفعله هذا النظام والجهاز وهو (Sympathetic) ترجمته الحرفية المتراحم المتواد المتعاطف، وهو عين ما سماه النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث " تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم ".
فسبحان الله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وأيده صلى الله عليه وسلم بالآيات البينات وجوامع الكلمات والعلم المعجز إلى قيام الساعة.
(وَأَنزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً). النساء:113
مواضيع مماثلة
» الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
» الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
» الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
» الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
» الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
» الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
» الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
» الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
» الإعجاز العلمي في جسم الإنسان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى